فصل: تفسير الآية رقم (98):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد



.تفسير الآية رقم (84):

{إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)}
(84)- إِذْ أَخْلَصَ الإِيْمَانَ لِرَبِّه، فَكَانَ يُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ حَقٌّ وَهِيَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا، وَأَنَّ اللهَ سَيَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ يَوْمَ القِيَامَةِ.

.تفسير الآية رقم (85):

{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85)}
(85)- وَقَدْ جَاءَ إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ حِينَمَا أَنْكَرَ عَلَى أَبِيهِ وَقَوْمِهِ عِبَادَةَ الأصْنَامِ، وَتَرْكَ عِبَادَةِ اللهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ، وَقَالَ لَهُمْ: مَا هَذِهِ الأَصْنَامُ التِي تَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ؟

.تفسير الآية رقم (86):

{أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86)}
{أَإِفْكاً} {آلِهَةً}
(86)- أَتَتَّخِذُونَ أَصْنَاماً تَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ، وَتَزْعُمُونَ إِفْكاً وَكَذِباً أَنَّهَا آلِهَةٌ دُونَ أَنْ يَكُونَ لَكُمْ حُجَّةٌ أَو دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ؟ إِنَّ هَذَا لَخَطَأ جَسِيمٌ.

.تفسير الآية رقم (87):

{فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87)}
{العالمين}
(87)- أَعَلِمْتُمْ أيَّ شيءٍ هُوَ رَبُّ العَالَمِينَ حَتَّى جَعَلْتُمُ الأَصْنَامَ وَالأَنْدَادَ لَهُ شُرَكَاءَ فِي العِبَادَةِ.

.تفسير الآية رقم (88):

{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)}
(88)- فَنَظَرَ إِلَى النُّجُومِ، وَأَطَالَ الفِكْرَ فِيما هُوَ فِيهِ مَعَ قَوْمِهِ عَبَدَةِ الأَصْنَامِ.
(وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ العَرَبَ تَقُولُ لِمَنْ تَفَكَّرَ وَأَطَالَ التَّفْكِيرَ نَظَرَ فِي النُّجُومِ).

.تفسير الآية رقم (89):

{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89)}
(89)- فَقَالَ لِمَنْ حولَهُ مِنْ قَومِهِ، وَبَعْدَ أَنْ فَكَّرَ مَلِيّاً: إِنَّهُ منحرفُ الصِّحَّةِ. وَكَانَت غَايَتُهُ مِنْ هذا القَولِ أَنْ يَبْقَى في البَلَدِ بَعْدَ أَنْ يَذهَبَ قَوْمُهُ إِلَى الاحْتِفَالِ بِالأَعْيَادِ خَارِجَ البَلَدِ، وَذَلِكَ ليُحَطِّم أَصْنَامَهُمْ (أَوْ أَنَّهُ سَقِيمُ القَلْبِ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ).

.تفسير الآية رقم (90):

{فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90)}
(90)- فَتَرَكَهُ قَوْمُهُ وَشَأْنَهُ وَخَرَجُوا إِلَى احْتِفَالاتِهِمْ.

.تفسير الآية رقم (91):

{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91)}
{آلِهَتِهِمْ}
(91)- فَذَهَبَ إِلَى قَوْمِهِ بِسُرْعَةٍ مُسْتَخْفِياً، وَقَالَ لَهَا مُسْتَهْزِئاً بِهَا أَلا تَأَكُلُونَ الطَّعَامَ الذِي قُدِّمَ إِلَيْكُمْ؟
(وََكَانَ قَوْمُهُ يَضَعُونَ الطَّعَامَ أَمَامَ الآلِهَةِ فِي الأَعْيَادِ لِتُبَارِكَهُ).
رَاغَ- أَسْرَعَ وَهُوَ مُسْتَخفٍ.

.تفسير الآية رقم (92):

{مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92)}
(92)- مَا لَكُمْ قَدْ عَجَزْتُمْ عَنِ الرَّدِّ عَلَى سُؤَالِي؟ وَقَدْ قالَ ذَلِكَ اسْتِهْزَاءً واحْتِقَاراً.

.تفسير الآية رقم (93):

{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)}
(93)- فَمَالَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِفَأْسٍ كَانَتْ فِي يَدِهِ اليُمْنَى (والضَّرْبُ بِاليَدِ اليُمْنَى أَشَدُّ أَثَراً، وَأَكْثَرُ إِيْذَاءً مِنَ الضَّرْبِ بِاليَدِ اليُسْرَى). وَقَدْ تَرَكَ الأَصْنَامَ جُذَاذاً إِلا الصَّنَمَ الأَكْبَرَ، فَلَمْ يُحَطِّمْهُ، وَعَلَّقَ الفَأْسَ فِي رَقْبَتِهِ لِيَقُولَ لِقَوْمِهِ إِذَا سُئِلَ إِنَّهُ هُوَ الذِي حَطَّمَ الآلِهَةَ غَيرَةً مِنْهَا، وَضِيقاً بِعِبَادَةِ قَوْمِهِ لَهَا.

.تفسير الآية رقم (94):

{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)}
(94)- وَلَمَّا عَلِمَ قَوْمُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ تَحْطِيمِ الأَصْنَامِ، أَدْرَكُوا أَنَّ الذي فَعَلَ هَذَا بِهَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ لِمُجَادَلَتِهِ إِيَّاهُمْ حَوْلَ عِبَادَةِ الأَصْنَامِ، فَجَاؤُوا إِلَيْهِ يُسْرِعُونَ فِي مَشْيِهِمْ (يَزِفُّونَ). لِيُحَاسِبُوهُ عَلَى مَا فَعَلَ بِآلِهِتِهِمْ.

.تفسير الآية رقم (95):

{قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95)}
(95)- وَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ مُوَبِّخاً وَمُقَرِّعاً: أَتَعْبَدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَصْنَاماً تَنْحتُونَهَا أَنْتُمْ بِأْيِدْيكُمْ، وَتَقُولُونَ عَنْهَا إِنهَا آلِهةٌ، فَأَيْنَ ذَهَبَتْ عُقُولُكُمْ؟

.تفسير الآية رقم (96):

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96)}
(96)- وَتَتْرُكُونَ عِبَادَة اللهِ تَعَالَى، وَهُوَ الذِي خَلَقَكُمْ، وَخَلَقَ تِلْكَ الأَصْنَامَ التِي تَعْمَلُونَهَا بِأَيْدِيكُمْ. وَالخَالِقُ هُوَ المُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ.

.تفسير الآية رقم (97):

{قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97)}
{بُنْيَاناً}
(97)- وَلَمَّا أَبْطَلَ حُجَّتَهُمْ، وَأَقَامَ الحُجَّةَ عَلَيْهِمْ، مَالُو إِلَى أَخْذِهِ بِالقَهْرِ والبَطْشِ سَتراً لِعَجْزِهِمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً، وَضَعُوا فِيهِ حَطَباً أَوْقِدُوهُ، ثُمَّ اقْذِفُوهُ فِي هَذِهِ النَّارِ فَفَعَلُوا.

.تفسير الآية رقم (98):

{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)}
{فَجَعَلْنَاهُمُ}
(98)- فأَرَادُوا إِحْرَاقَهُ فِي النَّارِ، فَأَنْجَيْنَاهُ مِنْهَا، وَجَعَلْنَاهَا بَرْداً وَسَلاماً عَلَيْهِ، وَجَعَلْنَا كَيْدَ الظَّالِمِينَ المُكَذِّبِينَ فِي نُحُورِهِمْ، وَكَتَبْنَا لَهُ الغَلَبَةَ والنَّصْرَ عَلَيْهِمْ.

.تفسير الآية رقم (99):

{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)}
(99)- وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا يَئِسَ مِنْ إِيْمَانِهِمْ: إِنِّي مُفَارِقٌ هَذِهِ الدِّيَارَ، وَمُهَاجِرٌ إِلَى أَرْضِ أَتَفَرَّغُ فِيهَا لِعِبَادَةِ رَبِّي، وَأِنَّهُ تَعَالَى سَيَهْدِينِي إِلَى مَا فِيهِ صَلاحُ دِينِي وَدُنْيَايَ، وَهَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ.

.تفسير الآية رقم (100):

{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)}
{الصالحين}
(100)- وَلَمَّا هَاجَرَ مِنْ أَرْضِهِ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ ذُرِّيةً مِنَ الصَّالِحِينَ المُطِيعِينَ الذِينَ يُعِينُونَهُ عَلَى القِيَامِ بِأَمْرِ الدَّعْوَةِ وَيَتْولَّونَهَا بَعْدَهُ.

.تفسير الآية رقم (101):

{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)}
{فَبَشَّرْنَاهُ} {بِغُلامٍ}
(101)- فَبَشَّرَهُ اللهُ تَعَالَى بِمَولُودٍ لَهُ يَبْلُغُ الحُلْمَ، وَيَكُونُ حَلِيماً- وَهُوَ إِسْمَاعِيلُ عَلَى أَصَحِّ الأَقْوَالِ.

.تفسير الآية رقم (102):

{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)}
{يابني} {ياأبت} {الصابرين}
(102)- فَلَمَّا كَبُرَ وَتَرَعْرَعَ، وَصَارَ يَذْهَبُ مَعَ أَبِيهِ، وَيَسْعَى فِي أَشْغَالِهِ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِ قَالَ لَهُ أَبُوهُ: يَا بُنَيَّ إِنِّي رَأَيْتُ فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَمَا رَأْيُكَ؟ وَقَدْ قَصَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ لِيَعْلَمَ صَبْرَهُ، وَمَا يَرَاهُ فِيمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ مِنَ الابْتِلاءِ، وَلِيوَطِّنَ نَفْسَهُ عَلَى الذَّبْحِ اكْتِسَابا لِلمَثُوبَةِ مِنَ اللهِ تَعَالَى.
فَرَدَّ إِسْمَاعِيلُ عَلَى أَبِيهِ قَائِلاً: يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ، وَسَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ عَلَى الابْتِلاءِ، وَعَلَى قَضَاءِ اللهِ.
بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ- دَرَجَ فِي العَمَلِ مَعَهُ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ.

.تفسير الآية رقم (103):

{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)}
(103)- فَلَمَّا اسْتَسْلَمَا وَانْقَادَا لأَمْرِ اللهِ، وَفَوَّضَا إِلَيْهِ سُبْحَانَه الأَمْرَ فِي قَضَائِهِ وَقَدَرِهِ، أَكَبَّ إِبْرَاهِيمُ ابنَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ (تَلَّهُ لِلْجَبِينِ)، حَتَّى لا يَرَى وَجْهَهُ فَيُشْفِقَ عَلَيْهِ، وَيَضْعُفَ عَنْ إِنْفَاذِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى.
(وَقِيلَ إِنَّ الذِي أَشَارَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ هُوَ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلامُ).
أَسْلَمَا- اسْتَسْلَمَا وانْقَادَا لأَمْرِ اللهِ تَعَالَى.
تَلَّهُ لِلْجَبِينِ- أَضْجَعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ عَلَى الأَرْضِ.

.تفسير الآية رقم (104):

{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104)}
{نَادَيْنَاهُ} {ياإبراهيم}
(104)- وَعَلِمَ اللهُ تَعَالَى صِدْقَ إِبْرَاهِيمَ وَابْنِه فِي الاخْتِبَارِ، فَنَادَى اللهُ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَ ذَلِكَ.

.تفسير الآية رقم (105):

{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)}
{الرؤيآ}
(105)- وَقَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ لَقَدْ صَدَّقْتَ الرُؤْيَا بِعَزْمِكَ عَلَى ذَبْحِ ابْنِكَ إِطَاعَةً لأَمْرِ رَبِّكَ، فَحَصَلَ المَقْصُودُ.
وَهَكَذَا يَجْزِي اللهُ المُحْسِنِينَ المُطِيعِينَ، فَيَصْرِفُ عَنْهُمُ المَكَائِدَ والشَّدَائِدَ، وَيَجْعَلُ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ فَرَجاً وَمَخْرَجاً.

.تفسير الآية رقم (106):

{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)}
{البلاء}
(106)- وَهَذَا الابْتِلاءُ الذِي ابْتَلَيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنَهُ لَهُوَ الابْتِلاءُ الذِي أَبَانَ جَوْهَرَ إِيْمَانِهِمَا وَيَقِيِنِهِمَا بِرَبِّ العَالَمِينَ، إِذْ أمَرَهُ رَبُّهُ بِذَبْحِ ابْنِهِ فَسَارَعَ هُوَ وابْنُهُ إِلَى ذَلِكَ مُسْتَسْلِمَيْنِ، خَاضِعَيْنِ مُنْقَادَيْنِ لأَمْرِ رَبِّهِمَا.
البَلاءُ المُبِينَ- الاخْتِبَارُ البَيِّنُ الوَاضِحُ.

.تفسير الآية رقم (107):

{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)}
{فَدَيْنَاهُ}
(107)- وَفَدَى اللهُ تَعَالَى إِسْمَاعِيلَ بِكَبْشٍ سَمِينٍ ضَخْمٍ قَامَ إِبْرَاهِيمُ بِذَبْحِهِ بَدَلاً مِنْ ذَبْحِ ابْنِهِ.
بِذِبْحٍ عَظِيمٍ- بِكَبْشٍ يُذْبَحُ.

.تفسير الآية رقم (108):

{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108)}
{الآخرين}
(108)- وَتَرَكَ اللهُ تَعَالَى لَهُ ذِكْراً حَسَناً عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَجَعَلَهُ مُحَبَّباً لِلنَّاسِ جَمِيعاً.